الجمعة، 7 أكتوبر 2011

توكل كرمان....بلقيس هذا العصر/ بقلم: أيمن ربايعة.


هل ظن علي عبد الله صالح ومن هو على شاكلته، بعودته الى اليمن وتفويضه لنائبه " بعد ربه منصور هادي" للتوقيع على المبادرة الخليجية، ان يفوز بجائزة نوبل للسلام؟؟؟؟

كلا، بل يجب ان يحاسب على جرائمه التي اقترفها بحق الشعب اليمني اشد الحساب، ليعلم الجميع ان هناك عقوبة تنتظر كل معتدي.
شكل فوز الناشطة الشبابية اليمنية " توكل كرمان "ضربة قاسية لجميع الأنظمة العربية الاستبدادية، وخصوصا النظام اليمني، وسيكون فوزها هذا حافزا للشباب العربي لأن يكمل ما بدأه من ثورات، وحافزا لشعوب عربية أخرى للثورة على تلك الأنظمة.

إهداء " كرمان " جائزتها للثورة اليمنية دليل واضح على نضجها السياسي، وعمق انتماءها لبلدها وشعبها، الذي يقف في وجه نظام متغطرس بصدره العاري، لما يزيد على سبعة اشهر، لينال حريته وانعتاقه من نير الذل والظلم والتهميش الذي عانى منه طوال عقود مضت.

لم يفز أي رئيس عربي من قبل بجائزة نوبل للسلام، باستثناء الزعيم الفلسطيني الراحل " ياسر عرفات " لأنهم ببساطة لم يصلوا الى السلطة في بلدانهم الا بالانقلابات العسكرية الدموية، واغتصبوا الحكم، ونهبوا ثروات البلاد لجيوبهم الخاصة، وأذلوا شعوبهم، ومهدوا الطريق لتوريث السلطة لأبنائهم الأكثر فسادا وإجراما منهم.

شاءت الأقدار ان تفوز الناشطة اليمنية " كرمان " بجائزة نوبل للسلام تزامنا مع خوض الأسرى الفلسطينيين معركة " الأمعاء الخاوية " ضد المحتل وسياسته العنصرية، ولا إنسانيته التي فاقت كل تصور، ولا شك بأنهم فرحون بهذا الفوز رغم ألمهم، لما له من رمزية كبيرة بأن الحق سينتصر في النهاية مهما طال ظلم الباطل.

" توكل كرمان " لها منا كفلسطينيين وكعرب، كل الاحترام والتقدير، وها هي تدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وأدخلت معها اليمن وشعبه أيضا، لترسم الصورة المشرقة عن ثورته السلمية التي تجابه بكل أنواع الأسلحة، على يد بلاطجة صالح وأبناءه الذين يمثلون صفحة سوداء في تاريخ اليمن.

بمثل " توكل كرمان " وإخوانها من الشباب العربي الثائر ضد الظلم والقهر، سيعاد كتابة التاريخ، وسيتم تغيير وجه العالم العربي، وسيعاد للقضية الفلسطينية زخمها المعتاد، وسبق وذكرت أن حل قضية فلسطين سيكون على يد الشعوب العربية، وستحرر هذه الأرض المقدسة لتعود الى الحضن العربي من جديد.

وما كان الاحتلال ليمعن في قتل الشعب الفلسطيني لولا هذه الأنظمة المتخاذلة، التي كانت تمثل غطاء لجرائم الاحتلال، ولم تسع يوما لمحاسبته على ما اقترف بحق هذا الشعب، بل كانت بالمرصاد لكل من يمد يده للفلسطينيين من الشعوب العربية، وتذيقه صنوف العذاب في غياهب سجونها المظلمة.

وبفوز الناشطة " كرمان " بجائزة نوبل نقول: " ارفع رأسك فأنت عربي" ولنا كل الفخر بوجود مثل هذه الناشطة الشبابية بيننا ومعنا كشباب عربي، وسنبقى نذكرها بكل ما هو مدعاة للتباهي، وسنعتبر فوزها هذا إنذارا أخيرا لكل من تسول له نفسه إهانة الشعوب العربية والتطاول عليها وحكمها بالقوة.

نبارك للناشطة اليمنية " كرمان " فوزها بالجائزة، ونبارك للشباب العربي وثوراته، ونسأل الله أن يعجل بالفرج لتلك الشعوب وعلى رأسها الشعب العربي الفلسطيني الذي ما يزال يعاني ويلات الاحتلال الغاشم.