الجمعة، 22 أبريل 2011

باب الحمام....ساحة معركة من نوع خاص/ بقلم :أيمن ربايعة


   من المفترض  أن يكون طلبة الجامعات هم صفوة الشباب في أي بلد، ويعبرون عن مستوى عال من الثقافة والوعي والإدراك بما يؤهلهم لقيادة العديد من قطاعات أي دولة في المستقبل.
ما أن تدخل الجامعة حتى تقطع على نفسك عهدا بأن تغير حياتك الى الأفضل لتكون عنصرا فاعلا وايجابيا في مجتمعك، كي يحصد هذا المجتمع ثمار دراستك وزيادة ثقافتك، الا أن هناك شريحة كبيرة من الطلبة تمارس ظاهرة غريبة لا تنم عن تطور فكري أو ثقافي بل على العكس من ذلك، تدل وبكل الأدلة على التخلف والانحطاط الأخلاقي والقيمي الا وهي ظاهرة الكتابة على أبواب الحمامات في الجامعة، والتي أعتبرها مستهجنة لأنها تصدر عن شريحة سبق وأن وصفتها.
يعتبر الحمام في أي مؤسسة مكان لقضاء الحاجة، أما في الجامعة فإنك عندما تدخله تراه قد تحول الى ساحة معركة بالكتابات التي خطت على الباب، ألفاظ بذيئة ونابية وعبارات مخجلة وأرقام هواتف وعناوين بريد الكتروني وشذوذ جنسي، معارك كلامية طاحنة بين أبناء هذه المدينة أو تلك، أو بين منتسبي هذا الفصيل أو ذاك، أو بين طلبة هذه الكلية أو تلك الكلية، إضافة الى فريق ثالث يضع إعلانا لشركة تقدم خدمات الانترنت ولأخرى تقدم خدمات طلابية ، وهناك من يكتب النصائح والشعارات وغيرها.
من بين ما يلفت النظر في تلك الكتابات هي الزج برموز الشعب الفلسطيني في هذا التراشق الكلامي البذيء، رموز في النضال ضد المحتل، أفنت حياتها في سبيل تحرير فلسطين وذاقت من الويلات ما ذاقت، يتم شتمها وقذفها بأقذر الألفاظ، من شباب يدعي أنه يدافع عن هذه الشخصيات ويجلها، الا أنه وبتصرفه هذا قد أهانها وحط من قدرها، تستطيع أخي الطالب وبطرق أكثر حضارية ورقيا أن تدافع عن وجهة نظرك وانتماءك السياسي دون أن تنزل الى هذا المستوى المتدني بالحديث وتستخدم تلك الألفاظ التي تعكس البيئة التي نشأت فيها.
الم يكتف هؤلاء بالمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي والمدونات للتعبير عن أرائهم؟؟؟ أم أن هذه الوسيلة(الكتابة على باب الحمام) أسهل وأكثر حرية؟؟؟ لأن أطرافها مجهولون ولا أحد يعرف الآخر، لكنها تعبر عن شي مشترك بينهم هو أنهم بلا أخلاق وبلا مبادئ، وإن كانت وجهة نظرك سليمة الا أن المكان الذي تعرضها فيه غير سليم، فاسأل نفسك من هو الجمهور الذي تستهدفه من هذه الرسالة التي تخطها على باب حمام؟؟؟ وهل سيحترم هذا الجمهور وجهة نظرك بعد ان تعرضها في مكان كهذا؟؟؟
لربما يقول قائل إن هذه الظاهرة ليست في الجامعات وحدها، بل في كل الأماكن العامة، وأنا اتفق مع هذا القول، لكن أن تكون هذه الظاهرة في الجامعة هنا يكمن الخلل والخطورة، فإن كان هذا تصرف طالب الجامعة المثقف المتعلم (إن كان كذلك) فلا عجب أن يتصرف بهذا التصرف من هم أدنى منه ثقافة وعلما.
في رأيي هذه الظاهرة تنم عن مرض نفسي لدى من يمارسها، لأنه يعاني نقصا ويحاول تعويضه بالكتابة في مثل هذا الأماكن، كما تعكس هذه الظاهرة البيئة التي نشأ فيها من يمارسها، وغياب واضح للوازع الديني والأخلاقي بفعل الانجرار وراء ثقافات لم نأخذ منها الا كل شيء فاسد ومفسد.
متى نرتقي بفكرنا وتفكيرنا الى مستوى نحترم فيه أنفسنا؟؟؟ وكيف لنا أن نواكب الأمم الأخرى إن كانت مثل هذه الظواهر ما تزال متجذرة في شرائح مهمة كطلبة الجامعات؟؟؟ وكيف لنا أن نحرر أرضنا وبلادنا من مغتصب لنا ولها ونحن ما نزال نعاني إعاقة فكرية ولوثة ثقافية؟؟؟

العالم العربي الجديد...يصنعه الغرب أم الشعوب؟؟؟؟....../ بقلم : أيمن ربايعة


هناك من يقول ان الشعوب العربية تأخرت في ثوراتها على تلك الأنظمة، وأخر يقول ان تلك الثورات هي صناعة أمريكية بدعوى تجديد الولايات المتحدة لحلفائها في المنطقة وانتهاج سياسة جديدة نحو الشرق الأوسط، وهناك من يقول أيضا ان الرهان على الأنظمة القمعية وبقاءها لم يعد مفيدا، لكن الناظر الى ما يحدث اليوم في العالم العربي يجد ان جيل الشباب هذا لا يقبل بما قبل به آباءه وأجداده، ولم يعد يخاف من تلك الأنظمة الشمولية وأجهزتها الأمنية المسعورة، فهو يؤمن بأنه ايجابي ويجب ان يكون له الدور الأبرز في شؤون بلاده.
ويجب علينا ان نعلم ان الولايات المتحدة نفسها لا تستطيع التنبؤ بما سيحدث في العالم العربي، لان ثورات الشباب تلك جاءت لتطيح بمن تصفهم تلك الشعوب بعبيد الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة، فمبارك كان الخادم المطيع للغرب وإسرائيل وصمام الأمان الأول لاتفاقية سلام مهينة لا يرضى عنها شعب ومصر ومثقفيه وسياسييه الشرفاء، وكذلك القذافي وعلي عبد الله صالح وبن علي والقائمة تطول ممن خانوا شعوبهم وأوطانهم وارتضوا ان يكونوا مأمورين من أعداء الأمة ومحافظين على مصالح أسيادهم، لكن في المقابل كانوا يخترعون من أصناف التعذيب وامتهان الكرامة الإنسانية ما لم يسبقهم به احد، ويذيقون شعوبهم ومعارضيهم الويلات بذريعة التآمر مع الخارج وشق الصف الوطني وغيرها من تلك العبارات التي تعودت الشعوب العربية على سماعها من تلك الأنظمة التي لن يذكرها التاريخ الا بكل ما هو سيء وخسيس.
أما التدخل الغربي في ليبيا ما كان ليحدث لولا إصرار القذافي على قتل شعبه وقصفهم بالأسلحة الثقيلة وسلاح الطيران الذي من المفترض ان يكون درع الحماية لأي شعب في العالم، الا ان القذافي استخدمه في غير موضعه وهو ما يفسر ان تربية الأنظمة لبعض قطاعات الجيش والأجهزة الأمنية بهدف حماية النظام والنظام فقط، أما الشعب فسيقتل إذا فكر في الانقلاب على هذا النظام، وهو نفسه السيناريو الذي يسعى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لتطبيقه ضد المتظاهرين هناك، كما يجب ان ننوه الى ان كل الزعماء العرب الذين يوشكون على السقوط يهددون شعوبهم، إما ان أبقى في السلطة أو تنزلق البلاد في منحدر الفوضى والحرب الأهلية، وهذا دليل على حرص هؤلاء الزعماء على مصالحهم الخاصة أكثر من حرصهم على مصالح شعوبهم وأوطانهم.
واذا كانت ثورات الشباب  العربي صناعة امريكية هنا يجب ان نتساءل....ما هي مصلحة الولايات المتحدة في تغيير أنظمة لطالما حافظت على مصالحها في المنطقة؟؟؟ الشعوب العربية اذكي من ان يقودها شخص يأتمر بأمر البيت الأبيض لكي تغير الأنظمة الفاسدة، تلك الإشاعات التي يسعى أذناب الأنظمة البائدة لنشرها في أوساط الشباب العربي لتشويه صورة تلك الثورات واتهامها بتطبيق أجندة خارجية تهدف الى زعزعة امن المنطقة وتسهيل سيطرة الأعداء عليها، تلك التهمة التي سمعناها من الكثيرين الذين راهنوا على الوقت للبقاء في السلطة الا أنهم سقطوا وبطريقة مخزية جلبت لهم المذلة حتى مماتهم، وهي نفس التهمة التي اتهمتها مستشارة الرئيس السوري لشؤون الإعلام السيدة بثينة شعبان للمتظاهرين في درعا ومدن الجنوب السوري.
الا تخجل تلك الأنظمة من اتهامها لمتظاهرين خرجوا من بيوتهم لا يطلبون سوى الإصلاح والتغيير؟؟؟؟ أليس من الحري بتلك الأنظمة ان تعيد حساباتها وتنظر بعين الاحترام لشعوبها وتسعى للحفاظ على حقوقهم وكرامتهم؟؟؟
وفي النهاية أقول لمن يصف تلك الثورات الشريفة بالصناعة الأمريكية ان زمن الهيمنة الأمريكية على العالم العربي قد ولى الى غير رجعة، وان الولايات المتحدة وإسرائيل هما الخاسر الأكبر من كل ما يحدث الان في بلاد العرب، ويجب عليهما (أي الولايات المتحدة وإسرائيل) عدم الاستخفاف بالشعوب العربية من الان فصاعدا.
أيمن ربايعة – صحفي فلسطيني