الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

بالقانون الجديد....القدس والجولان تحت الاحتلال الأبدي / بقلم : أيمن ربايعة.

 قانون عنصري جديد لا يقل خطورة عن القوانين العنصرية السابقة، يقره الكنيست الإسرائيلي ويقضي بإجراء استفتاء شعبي حول الانسحاب من القدس الشرقية المحتلة والجولان العربي السوري المحتل في إطار أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين أو السوريين، تأتي هذا الخطوة في خضم الحديث الأمريكي عن تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة 90 يوما مقابل حزمة من الامتيازات والمكافآت الأمريكية تجعل من استئناف المفاوضات أمرا يثير السخرية، لان الجانب الإسرائيلي وعلى لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -  والذي بدوره صوت لصالح القانون الجديد -  أكد على أن هذه المفاوضات لن تتناول ملف الحدود الدائمة أي أننا سنتفاوض من اجل التفاوض ولتضييع المدة الزمنية المعلنة، لربما يختلف الجانبان على مكان انعقاد الجولة الأولى ليستغرق ذلك وقتا هو بطبيعة الحال في صالح إسرائيل.
من خلال هذا القانون ترسل إسرائيل برسالة الى العالم اجمع أنها لا ولن تنسحب من القدس ولا حتى الجولان وهذا ما هو حاصل على ارض الواقع، فمسلسل تهويد القدس ما زال مستمر حتى هذه اللحظة وقد أقرت الحكومة الاسرائيلية مؤخرا خطة لتوسيع ساحة البراق الملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصى في خطوة تهدف الى ترسيخ الوجود اليهودي غير الشرعي في مدينة القدس، كما أنها تصر على أن القدس لا تدخل في نطاق أي تجميد مستقبلي للاستيطان وهذا هو سبب الخلاف مع الإدارة الأمريكية حول حزمة الامتيازات، حيث تصر الإدارة الأمريكية على تجميد الاستيطان في كل الأراضي المحتلة عام سبعة وستين، أما الجولان فهذا المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية لإسرائيل لا يمكنها التخلي عنها لأنها تمثل عمقا إسرائيليا في سوريا ومن خلالها تستطيع إسرائيل أن تضرب مواقع سورية حساسة، وكذلك للحفاظ على المياه في بحيرة طبريا التي ترفض إسرائيل أن يشاركها فيها أي طرف آخر.
ما تزال إسرائيل تقر قوانين عنصرية تستهدف الوجود العربي في القدس المحتلة، وتسعى دائما الى تغيير طابعها العربي الإسلامي، على الرغم من إقرار العالم كله بأن القدس مدينة محتلة يتوجب على إسرائيل الانسحاب منها أو التوصل الى اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين حولها، هذه القوانين أن دلت على شيء فإنما تدل على تعنت إسرائيل وضربها عرض الحائط بكل القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وسعيها الدائم الى عرقلة أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين وخلق واقع جديد من شأنه أن يطيل أمد الاحتلال للقدس ومناطق عربية أخرى ، وهذا كله بدعم من الإدارة الأمريكية التي ترزح تحت ضغوط اللوبي الصهيوني وجماعات الضغط اليهودية الأخرى في الولايات المتحدة.
إسرائيل ومن خلال تلك القوانين تظهر اهتماما كبيرا بالقدس وتهويدها والتغيير الديموغرافي فيها، بينما نشهد تقاعسا عربيا تجاه هذه المدينة، فليس هناك من خطوات عربية من شأنها أن توقف إسرائيل عما تمارسه في القدس، كما أن التحرك العربي في المؤسسات الدولية لاطلاع العالم على ما تقوم به إسرائيل في القدس وغيرها ضعيف جدا مقارنة بالدور الكبير الذي تلعبه إسرائيل في إقناع العالم من خلال محافل دولية عدة بحقها في مدينة القدس، كما تسعى وبكل جهدها الى الحصول على اعتراف من بعض الدول بالقدس عاصمة موحدة لها، ويبقى السؤال هنا متى سيضع العرب مدينة القدس على سلم أولوياتهم؟؟ ومتى سيسعون بكل قواهم لتحريرها وإعادتها الى محيطها العربي؟؟
أيمن ربايعة – صحفي فلسطيني

الخميس، 11 نوفمبر 2010

في الذكرى السادسة لرحيل ياسر عرفات.....من سيء لأسوء/ بقلم : أيمن ربايعة

     ست سنوات مرت على رحيل الرمز ياسر عرفات، وحال الفلسطينيين في تراجع مستمر، صف وطني يعاني الانقسام والذي يعد من أعظم الكوارث التي حلت بالشعب الفلسطيني، ونقطة ضعف تحتاج لسنين طويلة حتى يزول تأثيرها السلبي على القضية الفلسطينية، هذا الانقسام الذي استغلته إسرائيل (العدو الوحيد للشعب الفلسطيني) بطريقة مثلى استطاعت من خلاله تمرير سياساتها ورؤيتها الى العالم، أما على الصعيد العسكري فقد شنت حربا شعواء على قطاع غزة راح ضحيتها الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والرجال، فلولا الانقسام لما تجرأت إسرائيل على شن مثل هذه الحرب.
تخبط يسود أركان القيادة الفلسطينية، لأنها واقعة بين نار التمسك بالثوابت الوطنية الشرعية للشعب الفلسطيني ونار العزلة والضغوط الدولية في ظل ضعف الموقف العربي وعدم قدرته في التأثير على صانع القرار العالمي، تلك القيادة التي تخلى عنها العرب إلا من دعم شكلي عبر وسائل الإعلام، تفتقد لحنكة وسياسة ياسر عرفات التي كانت مثالا على قوة الموقف الفلسطيني واستقلالية قراراته التي أصبحت في وقتنا الحاضر مرتهنة بالمنح والمساعدات الأوروبية والدولية، فلم يكن عرفات يأبه بضغوط الإدارة الأمريكية لأنه كان يتخذ من الشعب الفلسطيني القاعدة الأساسية والعمق الاستراتيجي لكل تحركاته السياسية، ولم يسلك يوما ما طريقا يخالف مبادئه وأسسه، وظل متمسكا في حق شعبه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الى أن رحل.
ما هو ظاهر للعيان أن ذكرى رحيل عرفات لم تحفزنا بما فيه الكفاية للعمل بكل جد واجتهاد لإنهاء الاحتلال الذي اراد لهذا الشعب الرضوخ لأوامره السياسية والخضوع لهيمنته العسكرية،  ولم تحرر القدس ولم تقام الدولة التي أعلنها ياسر عرفات من الجزائر في أقصى المغرب العربي، وشيئا فشيئا يتضاءل الأمل لدى المواطن الفلسطيني من قرب التوصل الى حل عادل وشامل لقضيته التي حملها عرفات والشرفاء من الشعب الفلسطيني على كاهلهم ولم يأل جهدا في الدفاع عنها وتبيانها للعالم اجمع، وجعلها من القضايا التي ذات الأولوية على المسرح السياسي الدولي.
ذكرى رحيل ياسر عرفات يجب أن تكون المحرك الأقوى للشعب الفلسطيني وقيادته الى مقاومة الاحتلال وغطرسته وعدم الاستسلام والتنازل عن ثوابت ضحى في سبيلها كثير من الفلسطينيين بأرواحهم وعلى رأسهم ياسر عرفات، في ذكرى رحيله يجب أن نتوحد ونتكاتف ونرص صفوفنا للوقوف في وجه الظلم الإسرائيلي المعزز بالدعم الدولي الذي رضي لنفسه أن يقف الى جانب الباطل في سبيل مصالحه وأهدافه المادية الرخيصة، ، في ذكرى رحيله يجب التفكير مليا في القدس وأحوال القدس وسبل دعم أهلها الذين يشكلون بصمودهم صمام الأمان للمدينة المقدسة لأنهم هم من يحافظون على وجهها  العربي الإسلامي، في ذكرى رحيل عرفات يتوجب علينا المحافظة على استقلالية قراراتنا المصيرية وعدم الاكتراث بالضغوط التي يمارسها حلفاء إسرائيل مادمنا نثق بشعبنا وبقدرته في الثبات على مبادئه وقيمه، وقدرته على مقاومة الاحتلال بشتى السبل، لقطع الطريق على كل من يريد النيل من إرادة هذا الشعب الساعي الى الحرية والاستقلال.

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

تحياتي لآرثر بلفور..../ بقلم: ايمن ربايعة


    سمعنا الكثير وتحدثنا مطولا عن وعد بلفور المشؤوم الذي قدم فلسطين قربانا لليهود ليقيموا دولتهم، وقد أوفى المدعو بلفور بوعده، إذن ما فائدة الحديث عن وعد بلفور ومساؤه وآثاره؟؟ ما دام العرب قد أعطوا لإسرائيل أكثر مما أعطاه بلفور.
ليس هناك من ضغوط تستطيع الدول العربية والإسلامية ممارستها على إسرائيل، بل هناك مكافآت تقدمها لها بغية إرضاء الإدارة الأمريكية، فمصر تبيع الغاز الطبيعي لإسرائيل بأبخس الأثمان بينما تمنع دخوله الى قطاع غزة، ليبق الغزيون تحت رحمة الاحتلال، وذلك تنفيذا لأوامر أمريكية وإسرائيلية عليا، والبضائع الاسرائيلية معفاة من الضرائب الأردنية بحجة تشجيع الاستثمار تارة واتفاقية وداي عربة تارة أخرى، وغيرها الكثير من الدول العربية التي تتعاطى مع إسرائيل من تحت الطاولة ضاربة بعرض الحائط كل الأبعاد السياسية والأخلاقية للقضية الفلسطينية التي هي محور الصراع العربي الإسرائيلي، مما عاد بالضعف على الموقف الفلسطيني أمام تعنت إسرائيل.
الفلسطينيون ومنذ أن صدر وعد بلفور وهم يستجدون القوي والضعيف في هذا العالم الذي لا يفهم سوى لغة المصالح، فهذا يعلن دعمه الكامل لنا وأخر يتبرع ببعض المال، ولكن دون أن يغير ذلك من الواقع المرير المتمثل في ضياع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة مثله في ذلك كمثل الشعوب الأخرى في العالم، وفي بعض الحالات تقدم المساعدات للشعب الفلسطيني لقاء تقديم تنازلات من الطرف الفلسطيني.
يمكننا القول بأن وعد بلفور جاء كإلتزام بريطاني تجاه اليهود إبان الحرب العالمية الأولى، ليس غزلا في اليهود وإنما كسبيل للتخلص منهم وإبعادهم عن أوروبا، واستخدامهم كيد تبطش بها الدول الاستعمارية كل من يحاول من دول المنطقة أن يحيد عن الخط الذي رسم له، والسؤال هنا لما لا تقطع الدول العربية والإسلامية على نفسها وعدا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة منذ عقود على غرار وعد بلفور، ألا يحتم الواجب القومي والإنساني على العرب الإقدام على مثل هذه الخطوة؟؟
خطوة بلفور هذه التي كانت تحظى بدعم الملك والحكومة البريطانية، والعديد من الأطراف الأوروبية آنذاك، استحق عليها الشكر والثناء من الأوروبيين جميعا، فهو بالنسبة لهم المخلص، لأنه قد خلصهم من معضلة كبيرة وهم ثقيل، قض مضجعهم لقرون طويلة، ألا وهم اليهود، لأنهم سبب كل خلاف وكل حرب في أوروبا، فكانوا يحلقون الضرر بالمجتمعات الأوروبية كما يضر السرطان بالجسد، لان نفسيتهم عدوانية وتشتهي العنف وتحب القتل وتهوى الدمار، لذا أقدم هتلر على إبادتهم إبان الحكم النازي في ألمانيا وتعرضوا للتشريد في أوروبا الشرقية وروسيا وغيرها من البلدان الأوروبية.
تخلصت أوروبا من اليهود ليقتصوا منا نحن الفلسطينيين، متذرعين بالتوجيهات التوراتية، فلم تعاني منهم أوروبا كما عانينا منهم، ولم تتحملهم كما تحملناهم، ولكن سيأتي اليوم التي تلفظهم فيها هذه الأرض كما لفظهم العالم، فالصليبيون احتلوا هذه الأرض ما يقارب من المائة عام وفي النهاية هزموا شر هزيمة، لان هذه الأرض لا يعمر فيها ظالم، وسيعود الحق الى أصحابه، فعسى أن يكون قريبا.
أيمن ربايعة – صحفي فلسطيني