الخميس، 11 نوفمبر 2010

في الذكرى السادسة لرحيل ياسر عرفات.....من سيء لأسوء/ بقلم : أيمن ربايعة

     ست سنوات مرت على رحيل الرمز ياسر عرفات، وحال الفلسطينيين في تراجع مستمر، صف وطني يعاني الانقسام والذي يعد من أعظم الكوارث التي حلت بالشعب الفلسطيني، ونقطة ضعف تحتاج لسنين طويلة حتى يزول تأثيرها السلبي على القضية الفلسطينية، هذا الانقسام الذي استغلته إسرائيل (العدو الوحيد للشعب الفلسطيني) بطريقة مثلى استطاعت من خلاله تمرير سياساتها ورؤيتها الى العالم، أما على الصعيد العسكري فقد شنت حربا شعواء على قطاع غزة راح ضحيتها الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والرجال، فلولا الانقسام لما تجرأت إسرائيل على شن مثل هذه الحرب.
تخبط يسود أركان القيادة الفلسطينية، لأنها واقعة بين نار التمسك بالثوابت الوطنية الشرعية للشعب الفلسطيني ونار العزلة والضغوط الدولية في ظل ضعف الموقف العربي وعدم قدرته في التأثير على صانع القرار العالمي، تلك القيادة التي تخلى عنها العرب إلا من دعم شكلي عبر وسائل الإعلام، تفتقد لحنكة وسياسة ياسر عرفات التي كانت مثالا على قوة الموقف الفلسطيني واستقلالية قراراته التي أصبحت في وقتنا الحاضر مرتهنة بالمنح والمساعدات الأوروبية والدولية، فلم يكن عرفات يأبه بضغوط الإدارة الأمريكية لأنه كان يتخذ من الشعب الفلسطيني القاعدة الأساسية والعمق الاستراتيجي لكل تحركاته السياسية، ولم يسلك يوما ما طريقا يخالف مبادئه وأسسه، وظل متمسكا في حق شعبه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الى أن رحل.
ما هو ظاهر للعيان أن ذكرى رحيل عرفات لم تحفزنا بما فيه الكفاية للعمل بكل جد واجتهاد لإنهاء الاحتلال الذي اراد لهذا الشعب الرضوخ لأوامره السياسية والخضوع لهيمنته العسكرية،  ولم تحرر القدس ولم تقام الدولة التي أعلنها ياسر عرفات من الجزائر في أقصى المغرب العربي، وشيئا فشيئا يتضاءل الأمل لدى المواطن الفلسطيني من قرب التوصل الى حل عادل وشامل لقضيته التي حملها عرفات والشرفاء من الشعب الفلسطيني على كاهلهم ولم يأل جهدا في الدفاع عنها وتبيانها للعالم اجمع، وجعلها من القضايا التي ذات الأولوية على المسرح السياسي الدولي.
ذكرى رحيل ياسر عرفات يجب أن تكون المحرك الأقوى للشعب الفلسطيني وقيادته الى مقاومة الاحتلال وغطرسته وعدم الاستسلام والتنازل عن ثوابت ضحى في سبيلها كثير من الفلسطينيين بأرواحهم وعلى رأسهم ياسر عرفات، في ذكرى رحيله يجب أن نتوحد ونتكاتف ونرص صفوفنا للوقوف في وجه الظلم الإسرائيلي المعزز بالدعم الدولي الذي رضي لنفسه أن يقف الى جانب الباطل في سبيل مصالحه وأهدافه المادية الرخيصة، ، في ذكرى رحيله يجب التفكير مليا في القدس وأحوال القدس وسبل دعم أهلها الذين يشكلون بصمودهم صمام الأمان للمدينة المقدسة لأنهم هم من يحافظون على وجهها  العربي الإسلامي، في ذكرى رحيل عرفات يتوجب علينا المحافظة على استقلالية قراراتنا المصيرية وعدم الاكتراث بالضغوط التي يمارسها حلفاء إسرائيل مادمنا نثق بشعبنا وبقدرته في الثبات على مبادئه وقيمه، وقدرته على مقاومة الاحتلال بشتى السبل، لقطع الطريق على كل من يريد النيل من إرادة هذا الشعب الساعي الى الحرية والاستقلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق