الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

تحياتي لآرثر بلفور..../ بقلم: ايمن ربايعة


    سمعنا الكثير وتحدثنا مطولا عن وعد بلفور المشؤوم الذي قدم فلسطين قربانا لليهود ليقيموا دولتهم، وقد أوفى المدعو بلفور بوعده، إذن ما فائدة الحديث عن وعد بلفور ومساؤه وآثاره؟؟ ما دام العرب قد أعطوا لإسرائيل أكثر مما أعطاه بلفور.
ليس هناك من ضغوط تستطيع الدول العربية والإسلامية ممارستها على إسرائيل، بل هناك مكافآت تقدمها لها بغية إرضاء الإدارة الأمريكية، فمصر تبيع الغاز الطبيعي لإسرائيل بأبخس الأثمان بينما تمنع دخوله الى قطاع غزة، ليبق الغزيون تحت رحمة الاحتلال، وذلك تنفيذا لأوامر أمريكية وإسرائيلية عليا، والبضائع الاسرائيلية معفاة من الضرائب الأردنية بحجة تشجيع الاستثمار تارة واتفاقية وداي عربة تارة أخرى، وغيرها الكثير من الدول العربية التي تتعاطى مع إسرائيل من تحت الطاولة ضاربة بعرض الحائط كل الأبعاد السياسية والأخلاقية للقضية الفلسطينية التي هي محور الصراع العربي الإسرائيلي، مما عاد بالضعف على الموقف الفلسطيني أمام تعنت إسرائيل.
الفلسطينيون ومنذ أن صدر وعد بلفور وهم يستجدون القوي والضعيف في هذا العالم الذي لا يفهم سوى لغة المصالح، فهذا يعلن دعمه الكامل لنا وأخر يتبرع ببعض المال، ولكن دون أن يغير ذلك من الواقع المرير المتمثل في ضياع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة مثله في ذلك كمثل الشعوب الأخرى في العالم، وفي بعض الحالات تقدم المساعدات للشعب الفلسطيني لقاء تقديم تنازلات من الطرف الفلسطيني.
يمكننا القول بأن وعد بلفور جاء كإلتزام بريطاني تجاه اليهود إبان الحرب العالمية الأولى، ليس غزلا في اليهود وإنما كسبيل للتخلص منهم وإبعادهم عن أوروبا، واستخدامهم كيد تبطش بها الدول الاستعمارية كل من يحاول من دول المنطقة أن يحيد عن الخط الذي رسم له، والسؤال هنا لما لا تقطع الدول العربية والإسلامية على نفسها وعدا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة منذ عقود على غرار وعد بلفور، ألا يحتم الواجب القومي والإنساني على العرب الإقدام على مثل هذه الخطوة؟؟
خطوة بلفور هذه التي كانت تحظى بدعم الملك والحكومة البريطانية، والعديد من الأطراف الأوروبية آنذاك، استحق عليها الشكر والثناء من الأوروبيين جميعا، فهو بالنسبة لهم المخلص، لأنه قد خلصهم من معضلة كبيرة وهم ثقيل، قض مضجعهم لقرون طويلة، ألا وهم اليهود، لأنهم سبب كل خلاف وكل حرب في أوروبا، فكانوا يحلقون الضرر بالمجتمعات الأوروبية كما يضر السرطان بالجسد، لان نفسيتهم عدوانية وتشتهي العنف وتحب القتل وتهوى الدمار، لذا أقدم هتلر على إبادتهم إبان الحكم النازي في ألمانيا وتعرضوا للتشريد في أوروبا الشرقية وروسيا وغيرها من البلدان الأوروبية.
تخلصت أوروبا من اليهود ليقتصوا منا نحن الفلسطينيين، متذرعين بالتوجيهات التوراتية، فلم تعاني منهم أوروبا كما عانينا منهم، ولم تتحملهم كما تحملناهم، ولكن سيأتي اليوم التي تلفظهم فيها هذه الأرض كما لفظهم العالم، فالصليبيون احتلوا هذه الأرض ما يقارب من المائة عام وفي النهاية هزموا شر هزيمة، لان هذه الأرض لا يعمر فيها ظالم، وسيعود الحق الى أصحابه، فعسى أن يكون قريبا.
أيمن ربايعة – صحفي فلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق