الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

بعد فضيحة ويكيليكس...يا جاري أنت بحالك وأنا بحالي / بقلم : أيمن ربايعة


    من بين الكم الهائل من الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليكس أثارت العديد من الوثائق التي تخص العرب جدلا واسعا في العالم العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام، حيث كشفت تلك الوثائق عن مدى التواطؤ العربي مع الولايات المتحدة وحلفائها ضد إيران، وحث تلك الدول على ضرب المنشآت النووية الإيرانية في خطوة من شأنها ان توقف الملف النووي الإيراني المثير للجدل، هذه الوثائق أظهرت كذلك كذب هؤلاء الزعماء الذين يدعون بأنهم يحرصون على علاقات طيبة مع دول الجوار وخصوصا إيران، فما كان منهم الا ان نفوا ما ورد في هذه الوثائق متهمين مؤسس موقع ويكيليكس بإثارة الفتنة وخلق اجواء متوترة، أما الرد الإيراني على تلك الوثائق فقد جاء مفاجئا للجميع حيث هاجمت إيران القائمين على الموقع وقالت ان العرب لا ولن يكونوا طرفا ضد إيران، ولكن هذه التصريحات تخفي ورائها نوايا أخرى قد تتكشف في المستقبل وسيكون لها اثر بالغ على العلاقات الإيرانية العربية، إما ان تسوء هذه العلاقة او تصاب بالفتور، ليكف بعدها كل من العرب وايران عن التدخل في شؤون بعضهم البعض او مجرد الحديث بما يخصهم، او بإختصار (يا جاري انت بحالك وانا بحالي) وهذا ما ظهر جليا في تعليق امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حيث قال ان ايران تكذب علينا ونحن نكذب عليها، وهنا يطرح السؤال..هل هذه العلاقة بين العالم العربي وإيران صحية وسليمة؟؟؟
كما أظهرت بعض الوثائق المنشورة أيضا هشاشة العلاقات العربية - العربية، ففي احدى الوثائق قال أمير قطر ان الرئيس المصري حسني مبارك يكرس جل اهتمامه في كيفية توريث منصبه الى نجله الأصغر جمال مبارك، وقال أيضا ان مبارك يعتاش على القضية الفلسطينية من خلال عرقلته لجهود السلام لكي يضمن تدفق الأموال الأمريكية إليه بصفته شريكا في عملية السلام، بالأمس القريب كان الرئيس المصري في زيارة رسمية الى العاصمة القطرية الدوحة وأشاد بالعلاقات المصرية القطرية واكد ان هذه العلاقات شابها بعض الشوائب لكن الاتصالات لم تنقطع أبدا بين القاهرة والدوحة مفاخرا بمتانة هذه العلاقة، لتأتي هذه الوثائق بما لا يشتهيه قطر، أما العراق فقد كان له نصيب من تلك الوثائق التي كشفت ان مبارك نصح الأمريكيين بأن يكفوا عن نشر الديمقراطية في العراق بذريعة ان العراقيين قساة بطبيعتهم ولا تناسبهم الديمقراطية، وهنا ظهر الرئيس المصري وكأنه يمارس الديمقراطية بكل حذافيرها، ويعيش حالة من الاستقرار السياسي في بلاده، وقد نسي أو تناسى انه يفرض قانون الطوارئ على المصريين منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود.
وثائق ويكيليكس فضحت ازدواجية المواقف لدى الدول العربية، وخداع الشعوب الذي كان يمارسه هؤلاء الزعماء، وسعيهم الدءوب لإرضاء الولايات المتحدة والمحافظة على علاقات متينة معها على حساب علاقاتهم بين بعضهم البعض وبين جيرانهم من الدول المحيطة، كما ان هؤلاء الزعماء يؤمنون حق الإيمان ان مصيرهم بيد الإدارة الأمريكية ولهم في الرئيس العراقي الراحل صدام حسين اكبر عبرة، ولكن ما هو واضح ان هؤلاء الزعماء لا يريدون الاقتناع بأن الولايات المتحدة لا صديق لها في المنطقة سوى اسرائيل، وان كانت تتودد إليهم فقط لتستحوذ على ما لديهم من ثروات ومقدرات وعلى رأسها النفط العربي.
وثائق ويكيليكس ستلقي بظلالها على العلاقات بين العديد من الدول والولايات المتحدة فترة غير وجيزة، لما لها من آثار كبيرة على مستقبل تعامل تلك الدول مع الدبلوماسيين الأمريكيين، فالحذر سيكون سيد الموقف من الان فصاعدا، ويجب على كل من ورد ذكره في هذه الوثائق ان يأخذ العبرة منها، كما ان على العرب ان يغيروا من سياستهم، وخصوصا تلك الثقة الكبيرة بالإدارة الأمريكية وان لا ينخدعوا بما تقدمه لهم، وعليهم ان يعلموا ان الولايات المتحدة تستفيد منهم أكثر بمائة مرة مما يستفيدون هم منها، وان يتخذوا من شعوبهم وأمتهم عمقا استراتيجيا يجعل من موقفهم أكثر صلابة وحكمة.
أيمن ربايعة – صحفي فلسطيني

هناك 3 تعليقات:

  1. Good luck, my Friend and forward :D

    ردحذف
  2. هادا انا سامي جراح :))

    ردحذف
  3. أمريكا كالمعتاد لا صديق لها، وبهذا نعلم علم اليقين أن العلاقة القائمة بين الأنظمة القمعية العربية والإدارة القمعية الأمريكية هي علاقة بين سيد وعبيده....
    ويجب أن نؤكد للقراء الكرام، أن الضجة التي أثارها موقع ويكيليكس، هي مفتعلة ومفبركة داخل أروقة البيت الأبيض، وهي أداه لخلق الرأي العام لا أكثر...

    ردحذف