الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

الولايات المتحدة وإسرائيل...من يأتمر بأمر الآخر؟؟؟/ بقلم : أيمن ربايعة


     بعد إعلان الولايات المتحدة عن عدم مطالبتها لإسرائيل بتجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة، ها هي اسرائيل تنفذ مخططاتها وتثبت للعالم اجمع ان كلمتها هي التي تسمع في البيت الأبيض وليست كلمة أي طرف أخر، فالولايات المتحدة ماانفكت في الآونة الأخيرة تطلق تصريحاتها عن تقدم تشهده عملية السلام وعن قرب انفراج أزمة المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وكان أخرها تصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تعلن فيها عن تقدم ملموس سيلحظه كل من له علاقة في عملية السلام، حتى جاءت التصريحات الأخيرة لتنسف كل فرصة للسلام مع اسرائيل، ولتضع علامة استفهام كبيرة جدا على دور الولايات المتحدة كوسيط للسلام، هذا الوسيط الذي لم يكن نزيها في يوم من الأيام، وكان يعلن دعمه لإسرائيل جهارا نهارا، ومع ذلك بقي الطرف الفلسطيني متمسكا بالولايات المتحدة كوسيط لغياب من يلعب دورا ملموسا في عملية السلام، فالاتحاد الأوروبي ترك هذا الدور لحساسية علاقته مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وروسيا مشغولة بالعديد من القضايا أهم من القضية الفلسطينية بالنسبة لها، والضعف الواضح في الموقف العربي وغياب أو بالأحرى تغييب أوراق الضغط العربية، وهذا ما اوجد لاعبين جدد على الساحة في الشرق الأوسط أبرزهم تركيا وإيران.
تخلي الولايات المتحدة عن دورها في عملية السلام يفتح الباب على مصراعيه أمام اسرائيل للمضي قدما في خططها الاستيطانية وتهويد القدس ونهب الأرض الفلسطينية التي يأمل الفلسطينيون بإقامة دولتهم الحلم عليها، ويترك القيادة الفلسطينية وحيدة أمام كل التحديات التي تواجهها بسبب سياساتها غير المدروسة، والاتكال على عدالة القضية الفلسطينية لاستمالة الرأي العام العالمي لنصرة الشعب الفلسطيني في حين غفلت عن الجهد الكبير التي تبذله اسرائيل في إقناع العالم بسياساتها وقد نجحت في ذلك، وما قرار واشنطن الأخير الا دليل على نجاحها.
ما هو واضح للعيان ان تسريبات ويكيليكس هي أداة ضغط استخدمتها اسرائيل ضد الولايات المتحدة لثنيها عن مطالبتها بوقف الاستيطان، وهذا ما يمكننا تلمسه من خلال تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث قال ان اسرائيل لن تتضرر من وثائق ويكيليكس، فمن أين لنتنياهو كل هذه الثقة؟؟.... بالفعل لم ينشر هذا الموقع أي وثائق من شأنها إثارة الجدل ضد اسرائيل وسياساتها ...أيعقل ان الدبلوماسيين الأمريكيون لم يتحدثوا للإسرائيليين عن أي شيء له علاقة بالأوضاع في الشرق الأوسط؟؟
هدف اسرائيل من هذه التسريبات هو إحراج الولايات المتحدة مع أصدقائها وحلفائها، وكذلك خلق فتنة عربية عربية، وتسليط الضوء على إيران، وإظهارها وكأنها العقبة الكبرى في طريق الاستقرار في الشرق الأوسط، وإثارة الفوضى وجعل العالم يلتفت الى قضايا أخرى وإبعاد الرأي العام عما يحدث في الشرق الأوسط، ووضع جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس واجهة تختبئ وراءها اسرائيل، وهنا يمكننا ان نعرف من يأتمر بأمر الآخر.
ما دامت الإدارة الأمريكية قد تخلت عن دورها في عملية السلام، فعلينا نحن كعرب ان نعيد النظر في خياراتنا وان نضع برنامجا للمقاومة من شأنه ان يجعل من مواقفنا أكثر قوة، ويضع الجميع أمام التزاماته، وان نستخدم العديد من الأسلحة للضغط على الإدارة الأمريكية وإسرائيل وعلى رأسها النفط، فسياسة الاستجداء وطلب المساعدة لم تعد تنفع، والسلام لا يصنعه الا الأقوياء وليس هناك اليوم اضعف منا، لا لنقص في مواردنا البشرية والمادية وإنما لعجزنا عن تسخير هذه الموارد في خدمة قضيتنا العادلة، وإقناع العالم بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم ونيل حريتهم.
أيمن ربايعة – صحفي فلسطيني

هناك تعليق واحد:

  1. الولايات المتحدة لم ولن تتخلى يوماً عن إسرائيل، بل إن إسرائيل تعتبر خط دفاع أول عن مصالح أمريكا في المنطقة...والعلاقات بين الكيان المسخ الصهيوني وولايات العهر الأمريكية هي علاقات استراتيجية تاريخية....ولن تفلح أي تنازلات وإذلال في المواقف العربية والفلسطينية عن ثني أمريكا في دعمها للكيان المسخ الصهيوني....

    ردحذف