الأحد، 10 أكتوبر 2010

القمة العربية...سلاح اثبت فشله / بقلم : أيمن ربايعة


    قمة عربية استثنائية تعقد في مدينة سرت الليبية في التاسع من تشرين أول/ أكتوبر الحالي لبحث تطوير منظومة العمل العربية واتخاذ موقف عربي من استمرار المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، ولعل هذه القمة تأتي بشيء دون القمم التي عقدت في السابق والتي لم يستفد منها العرب شيئا، وكل قمة تعقد فأنها تخرج بلائحة طويلة من التوصيات والقرارات الفارغة من أي مضمون، والتي تفتقر لوسائل التنفيذ المطلوبة، وما أن يعود الزعماء كل الى بلده حتى يتنصلوا مما اتفق عليه في الجلسة الختامية للقمة.
سئم الشارع العربي هذه القمم التي تعقد كل عام ليجتمع فيها الزعماء وينزلون في الفنادق الفخمة ويتناولون أطايب الطعام ويكلفون ميزانيات بلادهم الملايين من الدولارات لكي يستمعوا لتلك الكلمات المعدة مسبقا والتي لا تأتي بجديد وقد يلقي احدهم كلمة كان قد ألقاها في العام الماضي، فتارة يدعون أنفسهم الى قمة اعتيادية أو استثنائية وتارة أخرى يدعون أنفسهم الى قمة طارئة كالتي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة في السادس عشر من كانون الثاني/ يناير عام ألفين وتسعة، تلك المهزلة التي راح الزعماء العرب يتعازمون فيها لعقد قمة أطلقوا عليها اسم (قمة غزة الطارئة) لبحث الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة آنذاك وراح ضحيتها أكثر من ألف وخمسمائة شهيد فلسطيني وآلاف الجرحى، فهذا الزعيم يؤكد حضوره وذاك لن يحضر، بعد شد وجذب عقدت هذه القمة بعد ما يقرب من عشرين يوما على بدء الحرب، قمة طارئة تقعد بعد عشرين يوما من موعدها!!! فما بالكم بالقمة الاعتيادية؟؟
تمسك العرب بالسلام كخيار استراتيجي ووحيد لحل القضية الفلسطينية ينم عن تخاذل عربي ففي حين نتمسك بالسلام تقعد إسرائيل الصفقات لشراء احدث منظومة عسكرية عرفتها البشرية وكان أخرها صفقة طائرات الشبح أف 35 مع الولايات المتحدة بما يقرب من ثلاثة مليارات دولار والتي ستتسلم بموجبها إسرائيل عشرين طائرة من هذا النوع والقادرة على  الوصول الى إيران دون الحاجة الى التوقف والتزود بالوقود، بهدف المحافظة على تفوق إسرائيل عسكريا والتحضير لضربة منتظرة لإيران، فبين فترة وأخرى يعقد المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي اجتماعا لبحث الوضع الأمني في إسرائيل والمنطقة والخروج بقرار مفاده على من ستشن الحرب في المستقبل؟؟.
المراقب للوضع العربي يرى انه ليس هناك إستراتيجية عسكرية عربية، فهذه الدول تتسلح بأمر من الولايات المتحدة عندما تطلب منها ذلك، ليس دفاعا عن الشعوب العربية بل للدفاع عن المصالح الأمريكية في المنطقة، ولا تسمح لها باقتناء أنواع معينة من الأسلحة حتى لا تتفوق على إسرائيل، والأسلحة المباعة تكون في الغالب مستعملة وتعاني من عيوب ومشاكل وقد عفا عليها الزمن، لذلك نسمع كثيرا عن سقوط مروحية عربية أثناء التدريب أو غرق مركب للخفر السواحل أو حرس الحدود في جولة بحرية، فهذه الأسلحة لا تصلح في زمن السلم فكيف سترد هجوما عسكريا؟؟
لم يعد العرب يلقون بالا لما يحدث في فلسطين والعراق، فهذه أخبار وأحداث تكدر صفو حياتهم، وتسبب ألما لرؤوسهم، فالفلسطينيون اقدر من غيرهم على حل مشاكلهم حتى مع الاحتلال، والعراقيون يتدبرون أمرهم، هذا ما يعتقدونه فكل شعب أدرى بمصائبه من غيره، ليكتفي العرب بتقديم بعض المساعدات الإنسانية والأغذية الأمر الذي يزيد المصيبة تعقيدا
لربما يأتي زمان على امتنا العربية يتغير فيها الحال السيء هذا الى حال أحسن تكون فيه الجامعة العربية شيء من الماضي، ليتحول العرب الى جسم واحد موحد إذا اشتكى منه جزء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ايمن ربايعة - صحفي فلسطيني  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق