السبت، 11 سبتمبر 2010

تيري جونز......ماذا تتوقعون من تافه كهذا؟؟/ بقلم : ايمن ربايعة

      إصرار القس تيري جونز على موقفه المتمثل في حرق نسخ من القرآن الكريم في الذكرى التاسعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر يعتبر من اخطر الهجمات على الإسلام والمسلمين، فالغرب في الآونة الأخيرة زاد في تهجمه على الإسلام والإساءة الى رموزه ومقدساته، ليس لشيء إلا لأنه رأى المسلمين متخاذلين ومتصارعين ومشتتين وهم اضعف من أن يدافعوا عن دينهم ويردوا كل متهجم على رموزه، لو كانت الصورة على العكس من ذلك أي أن المسلمون موحدون متحابون يوظفون مواردهم لخدمة أمتهم وشعوبهم وأبناء جلدتهم بدلا من إنفاقها على الترف والبذخ والرفاهية التي هي في الأساس مصدرها الغرب، لما تجرأ احد على الإسلام، ولأصبح العالم يفكر ألف مرة قبل أن يعلن عن أي تحرك من أي طرف قد يسيء للإسلام، في هذه الحادثة بالذات تأتي الإساءة للإسلام من شخص تافه وحقير (القس تيري جونز) راعي كنيسة معمدانية في ولاية فلوريدا الأمريكية ولا يتجاوز أتباع هذا الكنيسة خمسون شخصا يعرف عنه انه مطرود ومطلوب للقضاء الألماني بتهم تتعلق بالتزوير وانتحال الشخصية، رجل بهذه التفاهة والضآلة يتطاول على القرآن الكريم، ماذا أبقى هذا الصغير لمن هم اكبر منه من إساءة لنا ولديننا؟، وهذا ما يجعلنا نستخلص العبر ونعيد النظر في موفقنا السلبي الدائم من هذه القضايا، ونتساءل هنا عن دور إعلامنا العربي والإسلامي الذي فضل إنتاج المسلسلات والأفلام الهابطة التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي لها بالغ الأثر في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، على الانطلاق من إستراتيجية إعلامية واضحة وصريحة لإظهار الصورة الصحيحة والحقيقية عن ديننا الحنيف، ودحض كل ما يثار حوله من أكاذيب وافتراءات، وقد يتساءل البعض عن القنوات الفضائية الدينية الإسلامية والعربية التي انتشرت في الآونة الأخيرة وواجبها تجاه هذا الدين، والرد أن هذه القنوات تجارية بامتياز ووظيفتها لا تعدى الدروس الدينية من تعليم للصلاة والحج وغير ذلك من العبادات والشعائر وليس في اهتماماتها الدفاع عن الإسلام ورد على كل من يتطاول عليه.
دائما ما يبرر الغرب هذه التصرفات من هؤلاء الحاقدين بأنها ضرب من ضروب حرية التعبير والحريات المدنية، ولكن نهج الإساءة للأخر وتشويه صورته لا يتبعه إلا من عجز عن إقناع الطرف الأخر بوجهة نظره لذا تراه يتجه الى الإساءة والشتم والقذف، وما الى ذلك من هذا الكلام الذي لم يعد ينطلي على احد، وكأنهم تناسوا أن حريتهم تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، فلو أن أحدا من المسلمين أعلن في وسائل الإعلام انه ينوي حرق صورة للرئيس الأمريكي أو للبابا الفاتيكان وليس للإنجيل أو أي كتاب مقدس أخر، لرأينا أن حكوماتنا التي تدعي الديمقراطية تتهافت على منعه وتنزل به اشد العقوبات على مرأى ومسمع العالم كله، ولكن في حادثة القس جونز جميع من تحدثوا الى وسائل الإعلام معلنين رفضهم لهذا التصرف هم في الأساس راضون كل الرضى عما يقوم به القس جونز والدليل أنهم اكتفوا بالتحذير من تداعيات هذه الخطوة على مصالح الولايات المتحدة في العالم وخطورتها على الجنود الأمريكيين في أفغانستان وغيرها من البلدان التي تتربع فيها هذه القوات، ولو لم تكن للولايات المتحدة قوات عسكرية منتشرة في العالم لسمعنا مباركة أمريكية رسمية وعلنية لهذا العمل.
ولكن الملاحظ وبشكل واضح وفاضح صمت الزعماء والرؤساء العرب الذي يبعث على الاستياء، وكأن الأمر لا يعنيهم وهم من يصفون أنفسهم مناصرين لهذا الدين ورموزه، فمنهم من يصف نفسه خادما للحرمين ومنهم من يدعي اتصال نسبه بنسب الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم من يدعي قرابته لعمر بن الخطاب من جهة أمه أو أبيه وهذا أمر لا يعنينا، وكلها ألقاب وأوصاف لأناس لا يمتون لهذا الأمة بصلة، ولا يؤلون جهدا في محاربة كل من يحاول اتخاذ هذا الدين نهجا لحياته الخاصة، أما من يسعى لنشر هذا الدين في المجتمع فإنه يختفي في ظروف غامضة وتنقطع أخباره وينسى أثره،والدعوة هنا لعدم استغراب تصرف القس تيري جونز واستهجانه ما دامت هذه الحكومات والأنظمة تمارس أبشع وأقذر مما ينوي هذا القس القيام به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق