الاثنين، 20 سبتمبر 2010

من يأتي أخيرا، يرحل أولا.....يا ليبرمان / بقلم : أيمن ربايعة


تتخبط الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو خبط عشواء، فتارة يطالبون الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية دولتهم، وتارة أخرى يطالبون بدولة فلسطينية منزوعة السلاح بالكامل، أما اتفاق السلام فحدث ولا حرج، فهم يريدون اتفاقا على مبدأ الأرض مقابل السلام، ومع سوريا السلام مقابل السلام، ومؤخرا خرج علينا ذاك المستوطن اليميني المتطرف المدعو افيغدور ليبرمان في طرح جديد ألا وهو الأرض والسكان مقابل السلام.....يا سلام!!!
ليبرمان يدعو المفاوض الإسرائيلي الى طرح موضوع العرب داخل إسرائيل على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين، بحجة أن الفلسطينيين والعرب يرفضون يهودية دولة إسرائيل، هذه التصريحات تعتبر خطيرة جدا، لأنها تكشف عن الوجه العنصري المقيت لهذه الدولة، فهي تسعى وبكل جهدها لإخراج هؤلاء الفلسطينيين من أرضهم واجتثاثهم، وطمس معالم فلسطين التاريخية العربية، وهذا ما فشلت إسرائيل في تحقيقه منذ قيامها وحتى ألان، فإسرائيل تنظر الى الفلسطينيين في الداخل على أنهم خطر يهدد بقائها، وقنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، فالعرب يشكلون حاليا ما نسبته 20% من عدد السكان، نسبة كبيرة مقارنة بالأقليات الأخرى المتواجدة في إسرائيل، لذلك نجد شبح التغير الديموغرافي يسيطر على صانع القرار الإسرائيلي، وستبقى إسرائيل تستخدم هذه الورقة للضغط على الفلسطينيين والتهديد بطردهم.
لماذا لم يشر ليبرمان الى المستوطنين كعقبة كبرى في وجه السلام؟ ولماذا يدفع الفلسطينيون الثمن دائما أينما كانوا؟ قد لا يعلم ليبرمان أن الفلسطينيين موجودون في هذه البلاد من قبل أن تقام إسرائيل، ويتبن لنا أيضا أن ليبرمان وأشكاله قد نسوا أو تناسوا من أين أتوا وما هو أصلهم، هؤلاء الشرذمة التي تجمعوا من كافة أقطار العالم ليغتصبوا ارض فلسطين ويقيموا عليها دولتهم البغيضة، دائما ما يأتي ليبرمان بأفكار متطرفة فهو من اقترح من قبل مشروع ترحيل الفلسطينيين أو (الترانسفير) سواء داخل إسرائيل أو في الضفة وغزة، الى الأردن في إطار الوطن البديل، هذا المشروع الخيالي الذي يرفضه الجميع، وتصل بهم الوقاحة الآن الى المطالبة بطرد السكان العرب من أرضهم وارض أجدادهم، في حين يطالب الفلسطينيون بحق العودة لمن هجروا من بيوتهم وأرضهم عام ثمانية وأربعين، وهذا ما كفلته القوانين والقرارات الدولية.
ينظر المراقبون الى هذه التصريحات التي أطلقها ليبرمان، على أنها جزء من حملة انتخابية يسعى من خلالها الى كسب أصوات اليمين المتطرف المعادي للعرب في إسرائيل، وهي في الأساس أيضا خطوة لتهويد العديد من المناطق في الداخل الفلسطيني كالنقب والجليل وعكا وغيرها، وهي أيضا عقبة جديدة من العقبات التي دأبت إسرائيل على وضعها أمام عملية السلام، ففي حال إصرار الفلسطينيين على موقفهم الرافض للاعتراف بيهودية الدولة، فإن إسرائيل ستطرح وبشكل رسمي تبادل السكان الذي تحدث عنه ليبرمان في تصريحاته، بحيث تطرد السكان العرب مقابل إخلاء المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، ومن ثم تعود المفاوضات وعملية السلام تراوح مكانها من جديد، ليتحمل الطرف الفلسطيني مسؤولية إفشالها، وكأنها حققت الكثير ولم يبق إلا القليل.
على الفلسطينيين أن يتنبهوا جيدا لمثل هذه التصريحات لما لها من خطورة على واقع فلسطينيي الداخل، وتزايد الضغوط الاسرائيلية عليهم، وكذلك لتمرير هذه المطالب من خلال المفاوضات، ووضعها ضمن جدول أعمال الوفدين المفاوضين، تمهيدا لجعلها شرطا أساسيا من شروط تحقيق السلام الذي طال انتظاره، ويجب كذلك على ليبرمان أن يعلم جيدا أن ما يخطط له سيفشل ويتحطم على صخرة إصرار الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، وكما قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي الدكتور احمد الطيبي ردا على تصريحات ليبرمان" من يأتي أخيرا، يرحل أولا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق