الجمعة، 17 سبتمبر 2010

يقتلون ويستمرون في البناء ويتفاوضون..!!!/ بقلم : أيمن ربايعة


     

     الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي عقدت في مدينة القدس المحتلة، لطفت الأجواء، وخلقت نوعا من الارتياح بين أعضاء طاقمي المفاوضات، على حد تعبير المراقبين، بالرغم من قتامة الصورة والاستياء العام في الشارع الفلسطيني من هذه المفاوضات، وفقدان الأمل من جدواها، فإسرائيل تصر على اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة وهذا ما لم يكن مطروحا إبان توقيع اتفاق أوسلو في تسعينيات القرن الماضي، والفلسطينيون يتمسكون بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية الى حين التوصل الى اتفاق إطاري بين الجانبين، والولايات المتحدة تتعهد بتقديم الاقتراحات المناسبة للطرفين دون إلزامهم بها، وتؤكد أن هذه المفاوضات ستوصل في النهاية الى الدولة الفلسطينية، وستجلب الأمن  لإسرائيل، من جانبها تؤكد وزيرة الخارجية الأمريكية على متابعتها الشخصية لهذه الجولات، وكذلك إشادتها بجدية الطرفين في التوصل الى اتفاق، ومن الجدير ذكره أن الوزيرة كلينتون لم تعد الى منزلها منذ أربعة أيام، وهنا نتساءل عن وضع السيد بيل كلينتون في هذه الفترة وكيف يستطيع أن يتدبر أمره أثناء غياب زوجته؟.
      إذن... نحن نتفاوض ونتباحث، في سبيل التوصل الى اتفاق لكي نمهد الطريق للعيش بجوار بعضنا البعض بأمان واستقرار، فلماذا العدوان والقتل؟؟، وما هو مبرر هذا التصرف؟؟... قوة عسكرية إسرائيلية تقتحم مخيم نور شمس في مدينة طولكرم وتقتل مواطنا ينام بسريره وبين أولاده، السيد إياد اسعد شلباية من كوادر حماس في الضفة الغربية، تغتاله بالإطلاق النار عليه في السرير الذي يرقد فيه، أسلوب قتل وحشي تتبعه هذه القوات، والتي تتفاخر بأنها من أكثر الجيوش في العالم التزاما بأخلاق الحرب والقتال، وهو في الحقيقة ابعد ما يكون عن تلك الأخلاق، دائما نتمسك بالسلام كخيار استراتيجي، وإسرائيل تتخذ من الحرب كخيار أفضل للقتل الفلسطينيين وتغيير الحقائق على الأرض.
     مسؤول إسرائيلي كبير يصرح، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يجمد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وستتواصل المفاوضات، استمرار أعمال الاستيطان ونهب الأرض الفلسطينية، التي من المفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية، يجعلنا نعيد النظر في جدوى المفاوضات منذ التسعينيات وحتى الآن، فبعد مؤتمر انابوليس للسلام الذي عقد في ولاية ميريلاند الأمريكية في السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر عام ألفين وسبعة، ازدادت أعمال البناء والنشاط الاستيطاني ما نسبته 70% على حد قول بعض الدراسات، ومن الملاحظ أيضا أن إسرائيل كلما شرعت في مفاوضات سلام مع الفلسطينيين، فإنها تزيد من الأعمال المعادية لهم وتسعى وبكل قدرتها الى تغيير الحقائق على الأرض، لخلق أمر واقع تضعه عقبة في طريق التوصل الى أي تسوية مع الفلسطينيين، من لا يعرف مستوطنة معاليه ادوميم، فهي مستوطنة تقع الى الشرق من مدينة القدس المحتلة، وتعد من كبرى المستوطنات في الضفة الغربية، ومن المستوطنات التي تنوي إسرائيل الاحتفاظ بها، في حال التوصل الى أي اتفاق مع الفلسطينيين، وهي بالمناسبة إحدى أهم مرتكزات مخطط تهويد القدس، هذه المستوطنة لا يفصلها عن الحدود الأردنية الفلسطينية سوى بضعة كيلو مترات، أي أنها تفصل شمال الضفة عن جنوبها، وتزيد من تشرذم الأرض الفلسطينية، فكيف ستحتفظ إسرائيل بهذا الجزء الكبير من الضفة الغربية؟؟ والذي يعد بمثابة العمق للدولة الفلسطينية المستقبلية، ناهيك عن العديد من هذه المستوطنات التي تتربع فوق أرضنا الفلسطينية.
    المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي تبعث على الاستياء، ليس لضعف في موقف المفاوض الفلسطيني، بل مما تفرضه تلك الدولة من حقائق على ارض الواقع،يستحيل معها التوصل الى سلام، وهذا الحقائق في الأساس مخالفة للقانون الدولي، بالرغم من كل ذلك، تدعي إسرائيل أنها تسعى للسلام، ولا تأل جهدا في سبيل تحقيقه، فقد توصل الجانب الفلسطيني الى اتفاق مع إسرائيل يستطيع بموجبه الحصول على أكثر من97% من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة كاملا في مفاوضات سابقة، ولم يتحقق شيء من ذلك ، فما بالكم ألان وقد التهم الاستيطان أكثر من نصف الضفة الغربية بقليل، وهودت القدس - التي لن تتنازل عنها إسرائيل مهما حصل- ومعالمها الفلسطينية العربية في تناقص مستمر، وطرد الآلاف من أهلها وسكانها وتغير وجهها.....السلام حلم يصعب تحقيقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق