الجمعة، 14 فبراير 2014

الطالبة عهود .. أستاذها في الجامعة دمّر مستقبلها بينما ينفي عن نفسه ذلك

أيمن ربايعة - في شهر حزيران/ يونيو من عام 2009 كانت الطالبة عهود مرقطن، من بلدة ترقوميا غرب الخليل، تستعد لأن تكون إحدى الخريجات من قسم الإعلام في جامعة القدس - ابو ديس، قبل أن تتعرض لصدمة عصبية من قبل الاستاذ المشرف على مشروع تخرجها.
تقول عهود مرقطن في حديث لبرنامج (هل من مستمع) الذي يقدمه الزميل عنان شحادة عبر أثير راديو بيت لحم 2000، أنها لا تلوم استاذها بشكل مباشر، "ولكن ربما هي الحادثة التي أظهرت الاعراض على جسدي".
وتضيف: "كنتُ تحت ضغط رهيب من الامتحانات والانتهاء من مشروع التخرج، وهو عبارة عن فيلم مصور مدته ثلاث دقائق ونصف، وأثناء عرض الطلبة لمشاريع تخرجهم، وبعد ان جاء دوري وعرضت مشروعي، رفض رئيس القسم د. عبد الكريم سرحان، والذي يعمل حاليا عميدا لكلية الاعلام في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، تسلم مشروعي وقال: "هذا ليس مشروع تخرج ولا يرقى للمستوى المطلوب وانتِ لم تقدمي شيئا" وخرج فورا من القاعة.
وأوضحت "انه وإن كان مشروعي سيئا كما قال استاذي فمن حقي مناقشة الفكرة ومعرفة نقاط قوتها وضعفها، ومن حقه ان يسمعني وان يوجهني لا ان يحكم على عملي دون ان يسمح لي بالدفاع عن فكرتي".
"عهود كفي عن الفلسفة"
وقالت عهود ان استاذها لم يتابع مشروع تخرجها طوال الفصل النهائي من مرحلة البكالوريوس قائلا جملة واحدة كلما طرحت عليه الفكرة: "عهود كفي عن الفلسفة".
متساءلة إن كان هؤلاء الناس متخصصون في الإعلام بشكل جيد ام لا؟
وتردف قائلة: "احد الطلاب كان يريد التكلم في الموضوع بعد خروج رئيس القسم فأسكته استاذ آخر، ثم سقطتُ على الأرض وكانت هذه آخر لحظاتي الجامعية، وبعدها تخرجت".
"الاساتذة مروا عني وانا ملقاة على الأرض"
وتوضح أن صدمة كانت كبيرة لأن علاقتي في هذا الاستاذ جيدة، وقالت: "زملائي ذكروا لي بعد ان استيقظت في المستشفى أن الاساتذة الذين خرجوا خلف رئيس القسم مرّوا عني وأنا ملقاة على الأرض ولم يحركوا ساكنا وأكملوا مسيرهم الى مكاتبهم".
وتقول: "بعد ان استيقظت وجدت انني قد فقدت الشعور في اطراف اصابع يدي اليسرى".
وتضيف : "بدأت رحلة علاجي من طبيب الى آخر، ومن مستشفى الى آخر، لتظهر صور للدماغ بعض البقع البيضاء التي كانت سببا في توقف الشعور في الاطراف، كل هذه التقارير اظهرت إصابتي بمرض التصلب اللويحي".
"أخطاء في التشخيص تزيد الوضع سوءاً"
وقالت: "وصفت لي الادوية، ومنها الكورتيزون، وظهرت بعض الاعراض من دوخة وغثيان وإجهاد شديد على مدى عامين ونصف، والى الآن لا يعرف سبب هذا المرض، ولكن الشيء المشترك بين جميع المرضى هو ان هذه الأعراض ظهرت على جميع المرضى بعد صدمة نفسية".
وتضيف: "عجزت عن الحركة في اطراف يدي، بعدها عدم الاتزان، بعد عامين ونصف سافرت الى الأردن فتفاجئ الطبيب من الأدوية التي وصفت لي".
وتشير عهود الى أنه قد يكون هناك اخطاء طبية في التشخيص، "خاصة بعد ان جن جنون الطبيب الأردني بعد معرفته بالأدوية التي اتناولها".
"تم قبولي للعمل في هئية مكافحة الفساد"
وأثناء علاجها بالأردن قالت عهود انها أجرت فحوصات طبية شاملة وبعدها تبين انها بالفعل مصابة بمرض التصلب اللويحي.
وقالت: "في نفس الشهر الذي تم تشخيصي فيه، بدأت علاجا جديدا، فجاءني خبر توظيفي في المكتب الاعلامي لهيئة مكافحة الفساد، فشعرت بالسعادة، وكان الاول من ديسمبر عام 2012 اول ايام عملي بالوظيفة الجديدة".
وأردفت: "بدأت رحلة علاجي الجديدة من خلال أخذ حقن في العضلات، كانت أعراضها مؤلمة جدا لدرجة انني إضطر لأخذ مسكنات على مدار 24 ساعة للتخفيف من آلام العلاج".
وأوضحت: "بعد حوالي شهرين في الوظيفة تم إجباري على تقديم استقالتي من عملي بشكل مفاجئ وتعسفي دون أي مراعاة لظروفي الصحية، ما أدى الى إنهياري مرة أخرى".
"الدنيا مظلمة وظالمة"
وأضافت: "اسودّت الدنيا في وجهي لأنها مظلمة وظالمة، وأثر فقدان وظيفتي على وضعي الصحي لأنني عشت فترة إكتئاب شديدة جدا، رغم محاولاتي لهزيمة الاكتئاب إلا أنني فشلت".
وقالت: "عدت الى الأردن من جديد، فقلت للطبيب الذي يتابع حالتي "انا كنت منيحة بس انت دمرتني"، فأعطاني مسكنات ومهدءات".
وتضيف: "بدأ الصيف وبعد ان تعود جسمي على تلك الإبر إنقطع الدواء مرة واحدة، بحجة الأزمة المالية، حيث تباع العبوة الواحدة من هذا الدواء بخمسة آلاف شيكل، وتكفي لشهر واحد فقط، وأثر ذلك علي بشكل سلبي، وفقدت التوزان بكل جسمي، وتراجع وضعي الصحي الى الأسوأ".
ورغم هذه الظروف الصعبة التي مرت وما زالت تمر فيها عهود مرقطن إلا انها ما تزال تمتلك شخصية قوية وأملا لا شفاء منه في الحياة.
أستاذها يردّ
وفي رده على ما ذكرته الطالبة عهود مرقطن، قال الدكتور عبد الكريم سرحان، والذي يعمل حاليا عميدا لكلية الاعلام في جامعة النجاح الوطنية بنابلس: "أود تفنيد بعض النقاط التي اوردتهاالطالبة عهود، حيث قالت انني رفضت تسلم مشروع تخرجها، وهذا غير صحيح حيث انني لا اتسلم هذه المشاريع بل كنت عضوا في لجنة المناقشة فقط، اما تسلم المشاريع من عدمه فهذا من اختصاص الاستاذ المشرف على المشروع التخرج ذاته".
وأضاف: "عندما ابديت رأيي في العمل الذي اعدته الطالبة عهود كان رأيي كرأي اي عضو في اللجنة، حيث انني لم ألمس فكرة واضحة او مضمونا يمكن الاعتماد عليه في المادة الفيلمية المعروضة".
مشيرا الى أن سبب خروجه من القاعة، هو ان هذا المشروع كان آخر مشروع يعرض في تلك الجلسة.
وقال سرحان انه لم يكن مشرفا على مشروع التخرج الذي أعدته عهود وإنما كان عضوا في لجنة المناقشة، "وهنا اود ان أنوه ان الطالب معرض خلال حياته الجامعية الى الفشل او الرسوب، وليس بالضرورة ان يصاب الطالب الانهيار العصبي اذا فشل في اجتاز مادة معينة".
وفيما يتعلق بعدم متابعة المشرف على مشروع الطالبة عهود لمشروعها، يقول سرحان انه "كان بامكان الطالبة عهود تنبيه رئيس القسم بهذا الأمر وليس السكوت عليه الى حين عرض المشروع امام اللجنة، مع ان الاستاذ المشرف ذكر لي ان عهود تعمل وحدها دون الرجوع إليه او استشارته".
وقال سرحان "إن الطالبة عهود جانبها الصواب عندما قالت أن الاساتذة مروا عنها وهي ملقاة على الارض دون ان يقدموا لها المساعدة، حيث ابلغني احد الاساتذة انهم طلبوا لها سيارة الاسعاف لتنقلها الى المستشفى".
وأوضح سرحان "أن الطالبة عهود مرقطن وعلى مدار سنواتها الثلاث الاولى في الجامعة تلقت كل الدعم ومؤارزة من قبل الاساتذة، مني انا شخصيا" نظرا لتميزها.
وأعرب سرحان عن أمله في ان يتم التأكد من اي معلومات او إتهامات تكال لأي شخص مهما كان مركزه ووضعه الاجتماعي، وان يتم الاستماع لأقوال جميع الاطراف في أي قضية، كي لا يعتبر ذلك تشويها او تعديا على اشخاص يلحق بهم الضرر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق